قال لى شيخى حين سالته عن حسن الخلق ...قال لى يا بنى ...ان الله عز وجل اذا رزق المؤمن الايمان كمل خصاله وجمل جماله وجعله من الموصفين بالفضائل المترفعين عن الرذائل ..فمكارم الاخلاق خصلة من خصال المؤمنين وخلة من خلال الصالحين ...ولذلك اثنى الله عز وجل على نبيه فى كتابه (وانك لعلى خلق عظيم ) فاثنى الله على نبيه بحسن الخلق....فقد ثبت فى الحديث الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال لما سئل عن اثقل شئ فى الميزان قال ( تقوى الله وحسن الخلق )....وقال صلى الله عليه وسلم( خيركم خيركم لاهله وانا خيركم لاهلى ) قال خيركم اى اكثركم خيرا واحسنكم خلقا لان الاخيار هم ارفع الناس قدرا عند الله ....وقد ثبت فى الصحيحان الصحابه سئلوه عن الجنه وقد سمت ارواحهم للجنه ...فسئلوه عن اعظمما يدخل الناس الجنه فقال صلى الله عليه وسلم (تقوى الله وحسن الخلق ) فتقوى الله بينك وبين الله لا يعلمها الا الله وحسن الخلق بينك وبين الناس ...ولذلك قال بعض السلف ..(انما ادرك من ادرك لا بكثرة صيام ولا قيام ...اى الصالحين والفضلاء والاخيار واهل الخير من سلفنا الصالح ...الا ببذل الندى وكف الاذى )..فاذا كمل ايمان العبد كمل خلقه واذا كمل خلقه كمل ادابه ...كان اقرب الناس مجلسا للنبى يوم القيامه ...قال صلى الله عليه وسلم ...(الا أنبئكم بأقربكم منى مجلسا يوم القيامه,الموطئون احسانكم أخلاقا ,الموطئون اكنافا الذين يالفون ويئلفون) ...هل قال العابد المجاهد ..قال الموطئون ...سهل ان تبلغ ان تبلغ من حاجتك ...اى الذين كثرة اخلاقهم وحسنت السنتهم ..فاذا ظلمه احدعفا عنه ..زواذا اظهر احدا خيرا اعطى اكثر منه ...ولذلك قال صلى الله عليه وسلم (ان الله قسم بينكم أخلاقككم كما قسم بينكم أرزاقككم )..لان الله يعطى الدنيا لمن يشاء ...وان اللله لا يعطى ألاخلاق الا لمن احب ....ام الدنيا فيعطيها لمن أحب وكره.